العلماء نوعان

العلماء وأنواعهم

رضي الله عن العلماء الخاشين من الله وحسابه،
الماشين على سبيل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه.

المتواصين بالحق قلّما يحيصون عن فجّه الرحب إلى ثنيّات المضايق،
ولا يحيدون عن نهجه اللّحب إلى بُنيات الطرائق.
في أفواههم بيض بواتر علىرقاب المبطلين،
وفي أيديهم سُمر عواتر في نُغر المعطلين.
جمعوا إلى الدين الحنيفي العلم الحنفي،
وإلى العلم الحنفي الحلم الأحنفيّ.
فنفوسهم رواسي الحلم، وقلوبهم معادن العلم.
لله بلادها من جبال وَقار،
بحاث معادنها يرجع بأوقار. لعمرك ما عُمار ساحة الأرض،
إلا عمّالها بالسنة والفرض. أولئك العلماء حق العلماء،
وسائرهم كالغثاء يطفو على الماء.
فلا تُسمّهم إلا بالحملة والرواة،
وادعُهم زوامل الكتاب والدواة.

علماء السوء
ما لعلماء السوء جمعوا عزائم الشرع ودونوها،
ثم رخصوا فيها لأمراء السوء وهونوها.
ليتهم إذا لم يرعوا شروطها لم يعوها.
وإذا لم يسمعوها كما هي لم يسمعوها،
إنما حفظوا وعلّقوا وصفقوا وحلقوا. ليقمروا المال وييسروا،
ويُفقروا الأيتام ويوسروا.
إذا أنشبوا أظفارهم في نشب فمن يخلّص،
وإن قالوا لا نفعل أو يزاد كذا فمن يُنقص، دراريع ختّالة،
ملئها ذراريح قتالة. وأكمام واسعة، فيها أصلال لاسعة.
وأقلام كأنها أزلام وفتوى، يعمل بها الجاهل فيتوى.
فإن وازنت بين هؤلاء والشرط، وجدت الشرط أبعد من الشطط.
حيث لم يطلبوا بالدين الدنيا، ولم يثيروا الفتنة بالفتيا.

إرسال تعليق

0 تعليقات