صحابي جليل عاش مرارة العذاب وتكبد قسوة الألم وشدة الأذى




نماذج مشرقة لبعض السعداء

لو فتحنا صفحة من صفحات التاريخ ونظرنا فيها إلى صحابي جليل عاش مرارة العذاب وتكبد قسوة الألم وشدة الأذى. نعم لقد عرفتموه إنه بلال بن رباح مؤذن الرسول – صلى الله عليه وسلم – من السابقين للإسلام،

ممن عذّب في سبيل الله فمزج مرارة العذاب، وحرارة السياط مع حلاوة الإيمان فتغلبت حلاوة الإيمان ولذّة الاستقرار النفسي، فأصبح يتقلب في أروقة السعادة.

ألبسوه أدرع الحديد، وصهروه في الشمس، وأخذوا يطوفون به في بطاح وشعاب مكة وهو صابر محتسب ويقول: أحدٌ، أحدٌ [إنها السعادة الحقيقية لذة الطاعة والعبادة والقرب من الله].

     وفي أسد الغابة [1] وأصله في مسلم [2]

أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال: “بم سبقتني إلى الجنة،

ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي،

فقال: ما أذّنت قط إلا وصليت ركعتين، ولا توضأت إلا ركعت بعدهما ركعتين”.

لذلك لما احتضر بكت عليه زوجته وقالت: واويلاه، فقال: بل وافراحاه غدًا نلقى الأحبّة محمدًا وحِزْبه.

هذا نموذج واحد من الصحابة ويوجد الكثير من النماذج في حياة الصحابة والتابعين – رضي الله عنهم -،

ولكني سأنتقل إلى بعض المعاصرين في واقعنا المعاصر:

كان ستيفن مطرب غربي، بريطاني اشتهر في السبعينيات الميلادية،

حتى أصبح اسمًا لامعًا في الغناء الماجن، وغدا هدفًا لمصممي الإعلانات،

تباع له الاسطوانات في اليوم الواحد بالملايين،

ومع ذلك ما عرف السعادة والراحة إلاّ بعد أن نطق بالشهادتين،

وغيّر اسمه إلى “يوسف إسلام” وهو الآن علم من أعلام الدعوة في بلده، وداعية من المشهورين.

قال أبو سليمان الداراني:

أهل الطاعة في طاعتهم، ألذ من أهل اللهو بلهوهم،

ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

لذلك يقول سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]

قال بعض العلماء معناها: لنرزقنّه طاعة يجد لذتها في قلبه.

وهذا قسيس يدعو إلى النصرانية الباطلة اسمه “محمد شريف”،

درس ديانات كثيرة، لكنه لم يدرس الإسلام يقول:

كنت أظن أن المسلمين وثنيون يعبدون الهلال في السماء،

ويقول: كنت مغتاظًا وأشعر بالحسد تجاه السعوديين لأنهم البلد الوحيد الذي لم يقبل المسيح.

فأخذ على نفسه أن يأتي إلى هذه البلاد للتنصير،

وكان العائق الوحيد هو اللغة العربية فأخذ سنة يتعلم اللغة العربية،

وأخذ في البحث عن ترجمة للقرآن الكريم لا ليسلم وإنما ليبحث فيه – بزعمه – عن التناقضات لكي يدعو المسلمين للتشكيك في دينهم،

وفعلاً حصل على نسخة لترجمة معاني القرآن فأخذ يقرأ الفاتحة وشيئًا من سورة البقرة،

وأحس براحة تسري في جسده وطمأنينة تملأ جوانح قلبه ونام تلك الليلة كأول ليلة مريحة ينامها في حياته، وتاقت نفسه للإسلام،

وعندما نطق بالشهادتين في المحكمة أدرك أنه أضاع وقتًا طويلاً من حياته في ضلالات وانحرافات،

ومن الأسبوع الأول من إسلامه استطاع أن يسلم على يديه ثلاثة أشخاص وأحس بالسعادة والطمأنينة في حياته حتى أصبح داعية رسميًا في أحد مكاتب توعية الجاليات.


[1] 1/245 .

[2] مسلم 2458 .

 

إرسال تعليق

0 تعليقات