الاخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام

الاخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام قال تعالى: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) وقال تعالى: (( ألا لله الدين الخالص)).

وأنت تسيرين إلى الدار الآخرة لا يشق لك غبار ولا يدركك الملل ولا التعب.. فإنه يخشى على بعض الأخوات الرياء ومحبة إبراز أعمالهم للناس والتحدث بها في كل مكان..

وكأنهم لايعملوا إلا ليخبروا الناس وماقصدوا بذلك وجه الله والدار الآخرة..

أختي إياكي إياكي أن يتسرب إليك الرياء والعجب من حيث لا تعلمين ..

ومما أذكرك به أخواتي  أن يكون العمل خالص لله .

و الاخلاص إذا تمكن من طاعة ما حتى وإن كانت قليلة أو يسيرة في عين صاحبها ولكنها خالصة لله تعالى فإن الله يجزي عنها الجزاء الأوفى والعطاء الأتم للمخلص.

* يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: النوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله، فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة.

وذكر ابن تيمية- رحمه الله- حديث الرسول-صلى الله عليه وسلم -: “( دخلت امرأة بغي الجنة بسقيا كلب، كانت تمشي في الطريق، فاشتد بها الظمأ، ثم وجدت بئراً فنزلت وشربت، فلما خرجت إذا بكلب يلحس الثرى من شدة العطش، فقالت: يا ويلتاه! قد بلغ به من الظمأ ما بلغ بي، فرجعت إلى البئر وملأت خفها ماءً وسقته، فشكر الله لها صنيعها، فغفر لها ).

. ثم قال: فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل بغي سقت كلباً يغفر لها.. فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال.

ولاشك أن من أدى الطاعات بدون إخلاص وصدق مع الله لا قيمة لها ولا ثواب له،

قال تعالى: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}. [الملك:

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: هو أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟

فقال: ان العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً، لم يقبل،

وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً ” لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً،

والخالص: أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.

ثم أذكر نفس وإياكن.

أن تجمعن الخير وتحصدن الحسنات.. و لا تنفقنها في بضاعة كاسدة ودماء فاسدة إنها حصائد الألسن.. الغيبة والنميمة والكذب والاستهزاء وغيرها ولا تكن ممن يعمل الأعمال العظام  ثم يضيع تعبه وجهده.. وتكن من المفلسات.. التي جمعنا رأس مال ثم أنفقنه.

قال- صلى اله عليه وسلم -: “أتدرون من المفلس “؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: “إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت قبل أن يقضي ماعليه، أخذ منخطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار”. رواه مسلم.

فعندما نتكلم لا بد أن نضع نُصب أعيننا قوله تعالى : {مَايَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

لذلك أقول أن هذا اللسان يستطيع أن يرقى بك في أعلى الجنان ..

وهذا اللسان يهوي بك في دركات النيران.

إذا أشرب القلب العبودية والإخلاص صار عند الله من المقربين وشمله استثناء

}إلا عبادك منهم المخلصين  { [الحجر : 40 ]

أخواتي الحبيبات :

نريد أن نجرد دعوتنا إلى الله،  وأن نبتغي بدعوتنا وقولنا وعملنا وفعلنا وجه الله سبحانه.

و ورد في الحديث الطويل الذي رواه البخاري من حديث أبي هريرة ، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( طوبى لعبد آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استشفع لم يشفع له، وإن استأذن لم يؤذن له )،

 رجل مطموس، لا يزعجه أين مكانته بين الدعاة إلى الله، هل هو في الصدارة بين صفوف القادة، أم في المؤخرة بين صفوف الجند، ما دام على

طول الطريق يعمل لله جل وعلا

اللهم إني أسألك علماً نافعاً , ورزقاطيباً , وعملاً متقبلاً...

و نعوذ بالله من هوى مضل ، وعمل غير متقبل ، ونسأله الزيادة  في اليقين ، والعون على اتباع سبيل المؤمنين .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

إرسال تعليق

0 تعليقات