الدرس السابع من دورة تعليم تفسير الأحلام




الدرس السابع من دورة تعليم تفسير الأحلام

القاعدة: الثانية والعشرين
أصل الرؤيا جنسٌ وصنفٌ وطبع ، فالجنس كالشجر والسباع والطــير ،

وهذا كله الأغلب عليه أنه رجال ، والصنف أن يعلم صنف تلك الشجرة من الشجر ،

وذلك السبع من السباع وذلك الطير من الطيور ،

فإن كانت الشجرة نخلة كان ذلك الرجل من العرب لأن منابت أكثر النخل من بلاد العرب ،

وإن كان الطائر طاووساً كان رجلاً من العجم ،

وإن كان ظليماً كان بدوياً من العرب .

والطبع أن ينظر ما طبع تلك الشجرة فتقضي على الشجرة بطبعها ،

فإن كانت الشجرة جوزاً قضيت على الرجل بطبعها بالعسر في المعاملة والخصومة عند المناظرة ،

وإن كانت نخلة قضيت عليها بأنها رجل نفّاع بالخير مخصب سهل ،

حيث يقول الله عز وجل : ( كشجرةٍ كطيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء ) ،

يعني النخلة . وإن كان طائراً علمت أنه رجلٌ ذو أسفار ، كحال الطير ،

ثم نظرت ما طبعه فإن كان طاووساً كان رجلاً أعجمياً ذا جمال ومال ،

وكذلك إن كان نسراً ملكاً ، وإن كان غراباً كان رجلاً فاسقاً غادراً كذاباً ،

وإن كان عقاباً كان سلطاناً محارباً ظالماً عاصياً مهيباً ،

كحال العقاب ومخاليبه وجثته وقوته على الطير وتمزيقه لحومه

القاعدة الثالثة والعشرين:
أقسام الناس بالنسبة للرؤيا

أقسام الناس للرؤيا ثلاثة :-

الأنبياء : ورؤياهم كلها صدق ، وقد يقع فيها ما يحتاج إلى تعبير

الصالحون : والأغلب على رؤياهم الصدق ، وقد يقع فيها مالا يحتاج إلى تعبير

من عداهم : ويقع في رؤياهم الصدق والأضغاث ، وهم على ثلاثة أقسام

مستورون : فالغالب استواء الحال في حقهم

فسقة : الغالب على رؤياهم الأضغاث ، ويقل فيهم الصدق

كفار : يندر في رؤياهم الصدق جداً ، وقد وقعت الرؤيا الصادقة من بعض الكفار كما في رؤية صاحبي السجن ، ورؤيا ملكهما في سورة يوسف

ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً )

فالأنبياء لكونهم متّصفون بالصدق رؤياهم كلها صدق ، والصالحون لأنهم يغلب عليهم الصدق فالأغلب على رؤياهم الصدق

فنسبة الصدق في الرؤيا تعادل نسبة الصدق في الحديث في اليقظة وعليه فكبار الأولياء ممن لا يقع منهم كذب البتة على قدم الأنبياء في صدق الرؤيا

القاعدة الرابعة والعشرين:
أن لا يجهد نفسه بتذكر الرؤيا،لأن الرؤيا الحقيقية لا تنسى أبدا،

إنها تظل مطبوعة بحروف وبصورة غير قابلة للاضمحلال أو النسيان،

طيلة حياة الإنسان، والرؤيا الحقيقية تحفز رائيها على طلب تعبيرها،

ولا يرتاح إلا إذا علم تعبيرها أو تفسيرها، ولا يهتم للعقبات أو الحواجز التي تقف في طريق تعبير رؤياه.

فلقد رأينا كيف أن ملك مصر زمن يوسف الصدّيق عليه السلام، طلب تعبير الرؤيا،

فقالوا له: أضغاث أحلام، إلا أنه أصر على تعبير رؤياه،

ثم قالوا له: وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين،

فلم تهدأ نفسه وتستقر حتى جاء يوسف عليه السلام وعبر له ما عبر وكان ما كان من أمر الله سبحانه وتعالى في شأن البقرات السمان والعجاف والسنبلات الخضر واليابسات

وقد يكون في الحلم الطويل شيئ لافت لاينسى فيكون حلم مختلط فيه جزء حلم ولاتعبير له جزء رؤيا
لها تعبير

إرسال تعليق

0 تعليقات