فتنة التسوق للنساء

إن الله تبارك وتعالى فضّل بعض العباد على بعض ، وشرّف بعض الأزمنة على بعض وجعل لبعض الأماكن حرمةً دون بعض .

وإن الله عز وجل أحب بعض الأماكن وأبغض بعض الأماكن

ولذا قال عليه الصلاة والسلام :

أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها . رواه مسلم .

قال الإمام النووي – رحمه الله – :

أحب البلاد إلى الله مساجدها ؛

لأنها بيوتُ الطاعات ، وأساسُها على التقوى . وقوله : وأبغض البلاد إلى الله أسواقها؛

لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عنذكر الله ، وغير ذلك مما في معناه … والمساجد محل نزول الرحمة،

والأسواق ضدها .

وحذّر رسول الله صلى الله عليهوسلم من المنازعات والخصومات التي تقع في الأسواق فقال : وإياكم وهيشات الأسواق .

رواه مسلم

قال النووي : أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتنالتي فيها .

ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إن التجار هم الفجار . قيل : يا رسول الله أوَليس قد أحلَّ الُله البيع ؟ قال : بلى ،

ولكنه ميُحدِّثون فيكذبون ، ويحلفون ويأثمون . رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني .

وحذّر السلف من كثرة دخول الأسواق .

قال سلمان رضي الله عنه :

لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته . رواه مسلم .

وكثرة الأسواق علامة من علامات الساعة ، قال عليه الصلاة والسلام : لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ، ويكثر الكذب ،

وتتقارب الأسواق ، ويتقارب الزمان ،

ويكثرالهرج . قيل : وما الهرج ؟

قال : القتل .

رواه الإمام أحمد وابن حبان،

وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان وهو ثقة .

ومن النساء من إذا رأت منكرا أوتعرضت لمضايقة فإنها لا تُخبر بذلك خشية أن تمنع من الذهابِ إلى السوق مرة ثانية .

فنعوذ بالله من أحوال أُناسٍ لا يجدون الراحة والمتعة إلا في مواضع الفتنة . في الأسواق التي أبغضُ الأماكن إلى الله ، فيُسمّونها : مُتعة التّسوّق

وسبب الفتن فى الأسواق :كالأتى

أولاً:

ضعف الوازع الديني لدى كثيرٍ من النساء الثقة المُفرِطة. ، فقال الله جل جلاله :

( َإِذَاسَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءحِجَابٍ )

لماذا

( ذَلِكُمْ أَطْهَرُلِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )

[الأحزاب:53]

ثانياً :

تخلّي أصحابُ القوامة عن قِوامتهم ، وتسليم ذلك الشرف وتلك المسؤولية للنساء .

ودخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها :

يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أوثلاثا ،

فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله . تدافعين الرجال ألا كبّرتِ ومررتِ .

رواه الشافعي والبيهقي .

فإذا كان هذافي الطواف في أشرف وأطهر البقاع ، فكيف بالأسواق؟

ثالثاً

وجود الخدم في البيوت ، مما يُولّد أوقاتا لدى النساء من الأمهات والزوجات والبنات،

فتشعر بالضيق والملل ، فترى أنه لا بُدّ من الخروج للأسواق لقضاء أمتعِ الأوقات !!

وإلا لوانشغلت المرأة في نفسها وفي بيتها لما وجدت وقت فراغ تقضيه بين السوق والسائق .

رابعاً

كثرة الأموالفي أيدي النساء.

و حب الشراء ، ومعرفة ومتابعة كلِّ جديد .

و: اِتِّباع هوى النفوس

وأما أعراض ذلك المرض .

فتبدأ وحين تـهُمّ المراة بالخروج .

فتتجمّل وتأخذ زينتها وكأنها تذهب إلى مجْمَعِ نساء أو كأنما تتجمّل لزوجها ، بل إن هناك من الأزواج من يشتكي من هذا ،

فيقول : إنه لا يرى زوجَتَه في أبهى حُلّة إلا عند خروجها للسوق أو للزيارة .

وقد قال أحد السائقين – وكان فيه بقية من دين وخير – قال للمرأة التي كانت تركب معه في أبهىحُلّة .

قال :

ماما .. أنا بشر ، فتنبّهت تلك المرأة فلم تعُد تتطيّب ، وليتها تنبّهت فلم تركب مع السائق لوحدها .

والمرأة إذاخرجت فليست بحاجة للزينة ؛ لأن الشيطان سوف يُزيّنها في عيون الناس ولذا قال عليه الصلاة والسلام : المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان .

رواه الترمذي وغيره ، وهو حديث صحيح .

ومعنى استشرفها : أي زينها في نظر الرجال ، وقيل : نظر إليها ليغويها ويغوى بها .

قال صلى الله عليه وسلم : إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمسَّ طيبا .

وقال : أيما امرأة أصابت بَخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة . رواهما مسلم .

قال العلماء : لئلا يحركن الرجال

فإذا كانت المرأة لا تأتي لبيت من بيوت الله بالطيب أو البَخور،

فلأن تُمنع منه عند خروجها للسوق أو المدرسة من باب أولى .

وقد ورد التشديد في الطيب للنساء ، فقال عليه الصلاة والسلام : أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية .

رواه الإمام أحمد وغيره .

ومن ويلات خروج المرأة إلى الأسواق

أنْ تركت أولادها عند خادمتها التي ربما كانت كافرةً مُشركة أو تركتهم عند القنوات الفضائية يتلقّفون سمومَها .

هل نسيت المرأة أن هذا الخروج ربما يكون آخرَ خروجٍ لها للسوق ؟.

كما قال ابن عباس : إن الرجل ليمشي في الأسواق ،وإن اسمه لفي الموتى .

ومِن فِتن التسوّق ذلك النقاب الذي توسّعت فيه النساء ، فأصبحن يتجملن به .

وقد تبدل حال النقاب ، حتى أصبح نقاب فتنة وشهرة،

فتذكري أختي المسلمة : أنه أيما شاب كنت سببا فيفتنته فلتحملي وزره إلى وزرك .

ألا تعلمين أن للعيون حديث جميل ، وقول رقيق ، وكلام لطيف ؟ كما قيل :

والنفس تعرف من عينيّ محدّثها إن كان من حزبها أو من أعاديها !!

فاتقي الله أمة الله وتمسكي بحجاب يُقرّبك إلى الله

وها قد وصلت المرأة إلى السوق بكامل زينتها تفوح منها روائح العطور الصارخة تُنادي على نفسها أنني ها هنا فهلمّوا !

فهذه المرأة قد نادت على نفسها في سوق الغزل وقِلّةِ الحياء ، نادت عليها عباءتُها الضيقة ،ونقابُها الواسع ، وأطيابُها العطرة ،

فهي فتّانةٌ .. فتّانةٌ .. فتّانة !

تدخل إلى السوق تمشي مِشية الطاووس متبرجة متبخترة .

ألا تذكر تلك المرأة قوله صلى الله عليه وسلم : ياأمة .

بينما رجل يتبختر يمشي في برديه قدأعجبته نفسه إذ خَسَفَ الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة . متفق عليه .

تلك الفاتنة ليست واحدة أو فريدة من نوعها بل هُنّ كُثُر هداهن الله .

وعندما تدخل محِلاً فإنها تقف أمام البائع كأنما وقفت أمام زوجَها ، تنظر إليه وينظر إليها .

تُحادثه ويُحادثها ، وربما تُمازِحـه ويُمازِحهـا ، والأدهى من ذلك أنه ربما ألبسها ليعرف المقاس ، وليس هذاضربا من الخيال بل الواقع أمر منه .

عجيب !!!

تتنازل عن كرامتِها وتتخلى عن أنوثتها مقابل خمسة أو عشرة ريالات .

قال عليه الصلاة والسلام : الحياء والإيمان قُرِنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر . رواه الحاكم وصححه .

أين هذا منواقع نساء السلف ؟

روى أبو داودعن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهوخارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء : استأخرن فأنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق،

فكانت المرأة تلتصق بالجدارحتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به .

والحديث صححه الألباني .

فمن طُرق العلاج :

ردع النفس فما كل ما تُريد تشتري .

قال عمر رضي الله عنه : كلما اشتهيتَ شيئا اشتريته؟

لا تكون من أهل هذه الآية :

(أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُا الدُّنْيَا ) .

ومن طُرق العلاج أن تفعلى مثل

ما فعلته تلك المرأةالعاقلة التي لاحظت أنها تشتري ما لا تحتاج ،

فإذا رجعت إلى بيتها وقلّبت أغراضها وما اشترته ندِمت على ما فعلت، فهذا لا حاجة له وذاك يُمكن الاستغناء عنه ،

وتلك الأشياء لا تلزمني ،

وهكذا .. فلما رأت ذلك نذرت أنها إذا اشترت شيئاً أنتتصدّق بمثل قيمته ،

فَحَدَّ ذلك من رغبة الشراء وحب التملك .

وأخيراً إليك أختي المسلمة :

أنتِ يا أملالأمة ، ويا ذُخرها ، ويا حاميةَ العرين ، ويا مُربيّة الأجيال،

ويا سليلة المجد .

أنتِ للمجدِوالمجـدُ لكِ .

أنت للإسلام حصنٌ حصين ، وإذا شئتِ فأنتِ فِتنةٌ مُتحركة .فاختاري لنفسك ، فأنتِ اليوم صاحبةُ القرار .

أقول قولى هذا وأستغفرالله لى ولكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

إرسال تعليق

0 تعليقات