يقولون: "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة" هل فكرت يومًا أن تكوني تلك المرأة العظيمة التي تجعل من زوجها رجلاً عظيمًا؟

ادفعي زوجك نحو النجاح (1)

يقولون: “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة”
هل فكرت يومًا أن تكوني تلك المرأة العظيمة التي تجعل من زوجها رجلاً عظيمًا؟
كثيرات يتمنين ذلك، لكن فئة قليلة منهن من سعين لتحقيق تلك الأمنية الغالية بشكل عملي، ونحن نأخذ بيدك على طريق النجاح لك ولزوجك عبر السطور القادمة

ونقدم لك أسرار النجاح،

وما هو دورك المنتظر لتيسير تلك الأسرار أمام زوجك:

1– ذكرى زوجك دائمًا باستحضار النية الصالحة في كل عمل،

ولا تدفعيه لشيء فوق طاقته، فيلجأ لطريق حرام، أو فيه شبهة لتلبية طلبك،
ولتكن وصيتك دائمًا له كوصية تلك المرأة الصالحة التي قالت لزوجها: (اتق الله فينا، ولا تطعمنا إلا حلالاً، فإننا نصبر على الجوع في الدنيا، ولا نصبر على النار في الآخرة) .
2- اقتربي من الواقعية في وضع الأهداف، فإذا رأيت أن زوجك يضع أهدافًا خيالية فاجذبيه إلى الواقعية برفق وهدوء، واتبعي المرحلية في وضع الأهداف وتحقيقها، فالهدف الكبير يمكن أن ينقسم إلى عدة أهداف جزئية، كلما تحقق هدف منها كوني عونًا لزوجك على تحقيق الثاني وهكذا، ولا تتعجلي في تحقيق تلك الأهداف، ولا تترددي في التنازل عن بعض الأشياء التي تريدينها لنفسك في سبيل مصلحة الأسرة.
3- طالما حدد الإنسان أهدافه،

لابد من التخطيط السليم المنضبط لتحقيق تلك الأهداف، ويحتاج التخطيط السليم إلى المعرفة التامة بالعمل، فعليك إذًا توفير الجو الملائم للزوج لمساعدته على إنجاز مهمة التخطيط للعمل، وهو هادئ النفس، مرتاح البال، ساعديه في حصر كل ما يحتاج إليه لإنجاز العمل الذي يقوم به، وشاركيه في وضع خطة خمسية مثلا يتم فيها إنجاز شيء مهم للأسرة كل خمس سنوات.
4_- أمر الله سبحانه وتعالى بإحسان العمل وإتقانه فى كل الظروف والأحوال،
وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام:

«إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» (1) ،
فساعدي زوجك على الإتقان، وشجعيه على ذلك.
5- اكسبي زوجك الثقة بالنفس، فامتدحي فيه الصفات الحسنة،

وذكريه بنجاحاته السابقة التي حققها في حياتك معه، أو قبل زواجكما، اكتشفي مواهبه، فكثير من الناس لا يدرك حقيقة مواهبه، ويدله عليها الآخرون، شاركيه في الوقوف على سلبياته ومحاولة مناقشتها وعلاجها؛ لأنك أقرب الناس إليه، ولا تنسى أن تبدى له النصيحة في ثوب جميل رقيق.
6- لا تغفلي أبدًا عن أن الوقت هو الحياة، وحسن استغلال الوقت مهمة أكيدة من مهماتك،

ومما يعينك على ذلك تحديد الزيارات للأقارب
والأصحاب قبلها بوقت كافٍ، وعدم اتخاذها مجالاً لإضاعة الوقت، ومحاولة حل المشاكل الداخلية للأسرة مثل مشكلات الأولاد البسيطة دون إضاعة وقت الزوج في مثل هذه الأمور، يمكنك أن تقومي ببعض الأعباء التي يقوم بها الزوج إذا تعذَّر هو فيها مثل شراء احتياجات المنزل حتى توفري له الوقت لاستئناف عمله أو للراحة، واستبدلي الأوقات المهدرة في المكالمات الهاتفية، ومشاهدة التلفاز بمساعدة زوجك قد استطاعتك.
7- إن أي نجاح في الدنيا مبتور إذا لم يتصل بفعل الخيرات،

ولا نعنى الفروض التي فرضها الله تعالى علينا، فأمرها مفروغ منه، بل نعنى ما يتقرب به الإنسان المسلم من النوافل والصدقات وأعمال البر، ويُقر علماء النفس حتى الغربيين ما لفعل الخيرات من أثر عظيم على النفس يدفعها للنجاح؛ حيث يترك فعل الخيرات في النفس راحة واطمئنانًا، وسعادة لا يعادلها أي أثر، لذا ادفعي زوجك دفعًا (( (حنونًا)) ) نحو كل الخيرات.

_8__- كثير من الناس يسعى في مجالات عديدة،
ويعمل أعمالاً كثيرة لكنها لا تكون ذات قيمة فيضيع وقته هباء لسبب بسيط هو أنه لم يمض في تلك الأعمال حتى النهاية، إن هناك أعمالاً كثيرة، إما أن تكون كاملة أو لا تكون، من أجل ذلك ساعدي زوجك على أن يكون من أصحاب النفس الطويل بعدم الإلحاح عليه بطلباتك التي تفوق قدرته، فيضطر لترك عمله للانتقال إلى آخر دون أن يحقق شيئًا فيه، فيفقد التفوق في كليهما.
9- لا تخلو الحياة أبدًا من العقبات والعراقيل،
ولكن العقل الواعي السائر نحو النجاح يعتمد دائمًا على همة عالية تدفعه لتخطى العقبات، والصبر عند الملمات، وهذا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام يخاطبه ربه قائلاً: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} المدثر:1-5،

إنها دعوة لنفض غبار النوم، وخوض معترك الحياة لإعمار الكون، ولكي يكون زوجك عالي الهمة يجب أن تكوني أنت كذلك أولاً.
10_ – اعلمي أن الإنسان لا يحتاج في حياته شيئًا أكثر من الصبر،

وفى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«واعلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ معَ العُسْرِ» (1) ،

فالصبر هو السبيل إلى الغاية المنشودة، ولا يقصد بالصبر احتمال الشدائد فحسب، بل هو الصبر الجميل الذي لا تصاحبه الشكوى إلا لله، ولا يخالطه الجزع والسخط، صبر يقترن دائمًا بالرضا بالقضاء والثقة فيما عند الله، وأنه خير وأبقى.
11- نجاح فاشل!
أخيرًا، يجب أن توقني بالحقيقة التي تقول ليس كل الناجحين سعداء، بل هناك ناجحون نظنهم في قمة السعادة، وهم تعساء يتمنون زوال تلك النجاحات، فالنجاح الذي يأتي على صحة الإنسان الجسمية والنفسية

____والأخلاقية هو في الحقيقة نجاح مدمر، والفشل خير منه، فاحذري من دفع زوجك للنجاح في أمر يعانى منه أكثر من معاناته في الفشل

إن الحياة توازن بين أشياء عديدة، الإخلال بشيء منها يدفع الحياة نحو الكدر والفشل والخسارة، ذلك التوازن لن يوضحه أروع ولا أجمل من حديث رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ» (1) .
__________
(1) البخاري 1832، 5673______

________
(1) الشبكة الإسلامية

___
(1) حسنه الألباني في صحيح الجامع، البيهقي في شعب الإيمان 5083 بلفظ «الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن»
__________-
(1) ابن أبي عاصم في السنة 315، وصححه الألباني في ظلال الجنة، وكذا البيهقي في شعب الإيمان 9644، 9645، وانظر الحديث التاسع عشر في جامع العلوم والحكم

إرسال تعليق

0 تعليقات