الدليل على أن تفسير الرؤى ليس موهبة فقط ولكن علم يتعلمه المسلم
الموهبة في أي علم من العلوم لا تعمل في فراغ،
بل هي استعداد شخصي يهبه الله للإنسان للقيام بعمل معين أو لتلعم علم ما.
فالموهبة العلمية تعني حسن استخدام قواعد العلم والبراعة في التطبيق.
وبالتالي لا توجد موهبة في العلم بدون وجود العلم نفسه،
ولا يوجد علم بدون قواعد وأصول بحيث نستطيع من خلالها التمييز بين العالم والجاهل.
وقول الله تعالى ليوسف عليه السلام: {كَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}
ليس دليلا على أن علم تفسير الرؤى هو مجرد موهبة وليس علما يمكن أن يعلمه أحد لأحد كما يزعم بعض الجاهلين.
فقوله تعالى: {يجتبيك ربك}، أي يختارك ويصطفيك لنبوته.
أما {ويعلمك من تأويل الأحاديث}فهو تعبير الرؤيا (تفسير الرؤى) كما جاء في تفسير بن كثير.
فقد وردت في السنة النبوية الشريفة أدلة قاطعة تفيد بأن تفسير الرؤى علم.
وأنه علم له قواعد. وأنه يجوز تعليمه وتدريس قواعده للمسلم.
وأنا أسأل من يستشهدون بالآية الكريمة السابقة:
عندما يقول الله عز وجل: 《عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ》(سورة العلق)،
فهل نسبة التعليم لله عز وجل هنا دليل أن هذا العلم الذي علمه الله للإنسان ليس له قواعد ولا يمكن أن يتعلمه الإنسان في مدارس وجامعات؟! وعندما يقول الله تعالى: {وعلمناه صنعة لبوس لكم} …
فهل معنى هذا أن هذه الصنعة فقط موهبة من الله وليس لها قواعد ولا يعلمها أحد لأحد؟!
0 تعليقات
اترك تعليق